كانت أسرة نزار قباني ذات أصل دمشقي عريق [1]، عمل أبوه في صناعة الحلويات و كان يساعد المقاومين في نضالهم ضد الفرنسيين – في عهد الانتداب الفرنسي لسوريا. عمه أبو خليل القباني هو من أوائل المبدعين في فن المسرح العربي.
كان لانتحار أخته بسبب رفضها الزواج من رجل لا تحبه، أثر عميق في نفسه و شعره، فعرض قضية المرأة و العالم العربي في العديد من قصائده، رافضا شوفينية الرجال.
نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.
جمع في شعره كُلاّ من البساطة و البلاغة اللّتان تميزان الشعر الحديث، و أبدع في كتابة الشعر الوطني و الغزلي. غنى العديد من الفنانين أشعاره، أبرزهم أم كلثوم عبد الحليم حافظ و نجاة الصغيرة و فيروز و كاظم الساهر و محمد عبد الوهاب، و اكتسب محبة واسعة بين القراء في العالم العربي. كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955.
[تحرير] قصته مع الشعر
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه على نفقته الخاصة . له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " . لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " . ويعتبر قصتي مع الشعر السيرة الذاتية لنزار قباني .. حيث كان رافضا مطلق الرفض ان تكت سيرته على يد أحد سواه ! وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ).
[تحرير] الدراسة و العمل
نال نزار القباني شهادة البكالوريا من الكلية العلمية الوطنية في دمشق، و تخرج في العام 1945 من كلية الحقوق في الجامعة السورية. عمل بعد تخرجه كدبلوماسي في وزارة الخارجية السورية كسفير في عدة مدن منها بيروت، القاهرة، مدريد، و لندن. و في العام 1959 بعد اتمام الوحدة بين مصر و سوريا، عُين سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين. بقي في الحقل الدبلوماسي إلى ان قدم استقالته في العام 1966.
أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني "
[تحرير] حياته
تزوج نزار مرتين في حياته. الأولى من ابنة عمه "زهراء آقبيق" و لديه منها هدباء، توفيق. توفي توفيق عن عمر 17 عاماً بنوبة قلبية و هو طالب في كلية الطب في القاهرة. فرثاه بقصيدة شهيرة عنوانها "الأمير الخرافي توفيق قباني"، و أوصى ان يدفن إلى جانبه بعد موته. وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج من أسرة بيهم.
أما زواجه الثاني فكان من العراقية بلقيس التي لاقت حتفها في انفجار السفارة العراقية في بيروت أثناء الحرب اللبنانية في العام 1982، ما ترك في نفسه اثرا سيئاً فرثاها بقصيدة "بلقيس" الشهيرة التي حمّل فيها العالم العربي كله مسؤوليّة موتها. و له منها عمر و زينب.
بعد وفاة بلقيس رفض الزواج مجدداً، و أمضى سنينه الأخيرة في لندن وحيداً. وافته المنية يوم 30 ابريل/نيسان 1998 في لندن عن عمر 75 عاماً، بعدما أصيب بنوبة قلبية.
[تحرير] من قصائده
إلى صاحبة السمو.. حبيبتي سابقا
إلى تلميذة
بلقيس
أحبك.. أحبك.. والبقية تأتي
ألا تجلسين قليلاً
أشهد أن لا امرأة إلا أنت ..
أحبك في عصر لا يعرف ما هو الحب
أمية الشفتين
متى يعلنون وفاة العرب (1994)
خبز و حشيش و قمر (1956)
قصائد متوحشة (1970)
الكبريت في يدي (1989)
قصائد حب عربية (1993)
قارئة الفنجان
مختارات لنزار قباني
[تحرير] أصل أسرته
.الشاعر الكبير نزار قباني : تركي الأصل من جهة أبـويه، من أسرة تركية عريـضة الجاه هي " أسرة آقبيق" و (آق بيق ) تعني بالتركية " الشارب الأبيض" .أمه هي ابنة عم أبيه . و أما أبو خليل القباني فهو عمٌّ لأبيه و أمه أيضاً. وقد جاء في كتاب "دفاتر شامية عتيقة" للأستاذ أحمد ايبش عن أصل كنية آل القباني (آق بيق) مايلي:[2]
الكنية تركية: AK-biyik ومعناها: "ذو الشوارب البيض ". أٌطلقتْ على جدّ العائلة في القرن الخامس عشر ، وهو متصوف مشهور في مدينة بورصة (في تركيا).. كان من مريديه (تلامذته) السلطان العثماني محمد الفاتح نفسه. ويروى أن الشيخ آق بيق دَده dede AK-biyik ،كما كان يدعى بالتركية، بشّر السلطان المذكور بفتح القسطنطينية ليلة 29 أيار 1453 م ، فتمّ له ذلك الفتح العظيم، وعاد السلطان فقبّل يد الشيخ . هذا و قد هاجر فرع من العائلة إلى دمشق في القرن 18 الميلادي ،وبقي بها إلى اليوم.[3][4]
و نقول إن أسرة إيبش ترتبط بعلاقات قرابة و مصاهرة متبادلة مع عائلة آقبيق ، وهي أيضاً تعود في أصولها إلى مدينة "بورصة" في تركيا ثم توطنت في ديار بكر ، وكان جد عائلتهم "ايبش آغا" ياوَراً (مرافقاً) للسلطان إبراهيم خان الأول (1640-148م)